اخبار عربية وعالمية

ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ

احجز مساحتك الاعلانية
كتب – رياض حجازي

ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺮﻛﺔ _ ﺧﺎﻥ ؟
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﻭﺧﺪﻣﺘﻪ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻗﺴّﻢ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﻐﻮﻟﻲ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺑﻴﻦ أﻭﻻﺩﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ , ﻓﻜﺎﻥ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ” ﺟﻮﺟﻲ ” ﺑﻼﺩ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯ , ﻭﻭﺭﺙ ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ ﻋﺮﺵ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﺎﻡ 652 ﻫﺠﺮﻳﺎ , ﺃﻱ ﻗﺒﻞ ﺳﻘﻮﻁ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺮﻛﺔ _ ﺧﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ : ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻨﺘﻲ 1256 ﻭ 1267 ﻡ
( ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪﻱ ﻭﺿﻊ ﻟﺒﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1260ﻫـ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﺆﻳﺪ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﺗﺪﺣﺾ ﻣﺎ ذﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ) .
ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﺇﻧﻪ ﺗﻼﻗﻰ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﻊ ﻋﻴﺮ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭ ﺁﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻟﻤﺎ ﺧﻼ ﺑﺘﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺄﻟﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺸﺮﺣﺎﻫﺎ ﺷﺮﺣًﺎ ﻣﻘﻨﻌًﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﺷﻒ ﺃﺻﻐﺮ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ﻟﺪﻳﻨﻪ، ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻗﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺣﺒﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺬﻭ ﺣﺬﻭﻩ، ﺛﻢ ﺃﻋﻠﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﻨﺎﻗﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
ﻛﺎﻥ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﺻﺪﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﺎﻗﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﻐﻮﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ , وﺃﻳﻀﺎ ﻟﻤﺆﺭﺧﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ , ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﻳﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺑﻴﻦ .
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ ﺃﻗﺎﻡ ﻣﻨﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ, ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ, ﻭﺃﻛﺮﻡ اﻟﻔﻘﻬﺎﺀ , ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺃﺩﻧﺎﻫﻢ ﻭﻭﺻﻠﻬﻢ ﻭﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺑﻨﻮﺍﺣﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﻞ ﻋﺸﻴﺮﺗﻪ .
ﺣﺎﻭﻝ ﺑﺮﻛﺔ_ ﺧﺎﻥ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﺍﻟﻤﻐﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ , ﻓﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﻣﻊ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﻭﻃﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ , ﻓﺴﺎﺭ ﺑﺮﻛﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﻪ , ﻭﻟﻘﻲ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻫﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻏﻠﺐ ﺟﻴﺸﻪ . ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ – 653 ﻫﺠﺮﻳﺎ – ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﻣﻐﻮﻝ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ _ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﺮﻛﺔ _ ﺧﺎﻥ ﻭﻣﻐﻮﻝ ﻓﺎﺭﺱ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺑﻐﺪﺍﺩ , ﺍﺳﺘﻐﻞ ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ ﻭﻓﺎﺓ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ ﺍﻷﻛﺒﺮ, ﻭﺃﺷﻌﻞ ﻧﺎﺭ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﻐﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻧﺰﺍﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﺨﺎﻥ , ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﻋﻮﺩﺓ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﺴﺮﻋﺎ , ﻣﺼﻄﺤﺒﺎ ﻣﻌﻪ ﺃﻏﻠﺐ ﺟﻴﺸﻪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺭ . ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺑﻌﻀﻪ ﻣﻊ ﻗﺎﺋﺪﻩ “ﻛﺘﺒﻐﺎ” ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻗﻲ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻋﻴﻦ _ ﺟﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ 658 ﻫﺠﺮﻳﺎ , ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻘﺬﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﺍﻟﻤﻐﻮﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮ.
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺑﻪ ﻣﻊ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻪ , ﻭﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ , ﻭﺯﻭﺝ اﺑﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮﺱ, ﻭﺃﻧﺠﺒﺖ ﻏﻼﻣﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺟﺪﻩ ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ .
ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ, ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻴﺒﺮﺱ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﺨﺎﻥ ﺍﻟﺘﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ ﺑﻤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ .
ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﻥ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ-ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 665 ﻫﺠﺮﻳﺎ, ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻃﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺪﻭﻟﺘﻪ . ﻭﺍﻣﺘﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ _ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﺣﺘﻰ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺳﻴﺒﺮﻳﺎ , ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻧﻔﺴﻬﺎ , ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺼﺐ ﺃﻣﻴﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻬﻢ , ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
المصدر
تاريخ الأسلام

صورة ‏‎Riad Hegazy‎‏.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى